الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

وعند جهينة الخبر اليقين

بقلم الشيخ: نايف بن علي البديري
وعند جهينة الخبر اليقين 
كان في بني صرمة بن مرة بن عوف الذبياني يهودي يقال له جُهينة وكان في أبناء عمهم سهم بن مرة يهودي يقال له عُمير بن حَنَّى وكان اليهوديان يتاجران في الخمر وجميعهم مجاورون في ضواحي الحرم وكان في بني جوشن من بني عبدالله بن غطفان رجل يقال له حُصين فذهب ذات ليلة ليحتسي الخمر عند جُهينة اليهودي فشرب حتى ثمل فقام فضرب اليهودي فعمد اليهودي إلى مدية (سكين) عنده فقتله بها وأخفى أمره ولم يخبر به إلا اليهودي الآخر عمير .فجاء أخو حصين العبدلي يسأل عنه الناس فشرب يوماً في بيت عمير بن حنى فقال عمير:
يسائلُ عن حصينٍ كل ركبٍ
وعند جهينةَ الخبرُ اليقينُ
فحفظ أخوه ذلك فأتاه من الغد فقال: نشدتك الله هل تعلم من أخي خبراً؟ فقال لا. ثم قال:
لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشنٍ.
حصاةٌ بليلٍ ألقيت وسط جَندلِ
فتركه فلما أمسى جاء فقتله وقال:
طعنت وقد كان الظلام يَجُنُّنِى
عمير بن حنى في جوارِ بنى سهمِ
ثم عرج العبدلي علي جُهينة فقتله أيضا
فنشبت الحرب في غطفان بين بني صرمة بن مرة وبني سهم بن مرة وحلفاؤهم من بني عبدالله بن غطفان بموضع يقال له (دارة موضوع) وفي ذاك يقول الشاعر المشهور الحصين بن الحمام الذبياني الغطفاني:
جَزَى اللهُ أَفْنَاءَ العَشيرَةِ كُلِّها
بِدَارَةِ مَوْضوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَمَا
بَني عَمِّنَا الأَدْنَيْنَ منهم ورَهْطَنَا
فَزَارةَ إِذْ رامتْ بِنَا الحربُ مُعْظَمَا
ولمَّا رَأَيتُ الوُدَّ ليسَ بنافِعي
وأَنْ كان يوماً ذَا كَواكِبَ مُظْلِمَا
صَبَرْنا وكان الصَّبْرُ فينا سَجِيَّةً 
بأَسيافِنا يَقْطَعْنَ كَفاًّ ومِعْصَمَا
واستمرت الحرب فيهم دهرا حتى تم الصلح فيما بينهم
وذكر غير واحد من الإخباريين نحوا من ذلك وقالوا بل إن أخت الجوشني العبدلي هي التي خرجت في أثره فأنشد رجل من بني مرة هذا البيت: 
تسائل عنه كل غادٍ ورائحِ
وعند جُهينة الخبرُ اليقينُ
فقامت العبدلية إلى قومها ونفضت شعر رأسها وصاحت بساحتهم فاجتمع عليها الناس فأخبرتهم الخبر فما لبث أخوها إلا أن أخذ بثأر أخيه
قلتُ وقد وقعت هذه الأحداث قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بنحو عشر سنين.

جمعه وكتبه: نايف بن علي البديري






وعند جهينة الخبر اليقين 
كان في بني صرمة بن مرة بن عوف الذبياني يهودي يقال له جهينة وكان في أبناء عمهم سهم بن مرة يهودي يقال له عمير بن حنى وكان اليهوديان يتاجران في الخمر وجميعهم مجاورون في ضواحي الحرم وكان في بني جوشن من بني عبدالله بن غطفان رجل يقال له حصين فذهب ذات ليلة ليحتسي الخمر عند جهينة اليهودي فشرب حتى ثمل فقام فضرب اليهودي فعمد اليهودي إلى مدية (سكين) عنده فقتله بها وأخفى أمره ولم يخبر به إلا اليهودي الآخر عمير .فجاء أخو حصين العبدلي يسأل عنه الناس فشرب يوماً في بيت عمير بن حنى فقال عمير:   يسائلُ عن حصينٍ كل ركبٍ
وعند جهينةَ الخبرُ اليقينُ
فحفظ أخوه ذلك فأتاه من الغد فقال: نشدتك الله هل تعلم من أخي خبراً؟ فقال لا. ثم قال:
لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشنٍ
حصاةٌ بليلٍ ألقيت وسط جَندلِ
فتركه فلما أمسى جاء العبدلي فقتله وقال:
طعنت وقد كان الظلام يَجُنُّنِى
عمير بن حنى في جوارِ بنى سهمِ
ثم راغ العبدلي إلى جهينة فقتله أيضا

ثم نشبت الحرب في غطفان بين بني صرمة بن مرة وبني سهم بن مرة وحلفاؤهم من بني عبدالله بن غطفان بموضع يقال له (دارة موضوع) وفي ذاك يقول الشاعر المشهور الحصين بن الحمام الذبياني الغطفاني
جَزَى اللهُ أَفْنَاءَ العَشيرَةِ كُلِّها
بِدَارَةِ مَوْضوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَمَا
بَني عَمِّنَا الأَدْنَيْنَ منهم ورَهْطَنَا
فَزَارةَ إِذْ رامتْ بِنَا الحربُ مُعْظَمَا
ولمَّا رَأَيتُ الوُدَّ ليسَ بنافِعي
وأَنْ كان يوماً ذَا كَواكِبَ مُظْلِمَا
صَبَرْنا وكان الصَّبْرُ فينا سَجِيَّةً 
بأَسيافِنا يَقْطَعْنَ كَفاًّ ومِعْصَمَا
واستمرت الحرب فيهم دهرا حتى تم الصلح فيما بينهم وذكر غير واحد من الإخباريين نحوا من ذلك وقالوا بل إن أخت الجوشني العبدلي هي التي خرجت في أثره فأنشد رجل من بني مرة هذا البيت:
تسائل عنه كل غادٍ ورائحِ
وعند جهينة الخبرُ اليقينُ
فقامت العبدلية إلى قومها ونفضت شعر رأسها وصاحت بساحتهم فاجتمع عليها الناس فأخبرتهم الخبر فما لبث أخوها إلا أن أخذ بثأر أخيه.  قلتُ وقد وقعت هذه الأحداث قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بنحو عشر سنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملخص كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين

لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد؛ فهذه مُختارات نفيسة، انتقيتُها من كتاب: "تصنيف الناس بين الظ...